مفاتيح الغيب للرازي - الفخر الرازي  
{وَإِذۡ يَتَحَآجُّونَ فِي ٱلنَّارِ فَيَقُولُ ٱلضُّعَفَـٰٓؤُاْ لِلَّذِينَ ٱسۡتَكۡبَرُوٓاْ إِنَّا كُنَّا لَكُمۡ تَبَعٗا فَهَلۡ أَنتُم مُّغۡنُونَ عَنَّا نَصِيبٗا مِّنَ ٱلنَّارِ} (47)

واعلم أن الكلام في تلك القصة لما انجر إلى شرح أحوال النار ، لا جرم ذكر الله عقيبها قصة المناظرات التي تجري بين الرؤساء والأتباع من أهل النار فقال : { وإذ يتحاجون في النار } والمعنى اذكر يا محمد لقومك { إذ يتحاجون } أي يحاجج بعضهم بعضا ، ثم شرح خصومتهم وذلك أن الضعفاء يقولون للرؤساء { إنا كنا لكم تبعا } في الدنيا ، قال صاحب «الكشاف » تبعا كخدم في جمع خادم أو ذوي تبع أي أتباع أو وصفا بالمصدر { فهل أنتم مغنون عنا نصيبا من النار } أي فهل تقدرون على أن تدفعوا أيها الرؤساء عنا نصيبا من العذاب .