ولما كان هذا من خبر موسى عليه السلام وفرعون أمراً غريباً جداً ، قل من يعرفه على ما هو عليه ، لأنه من خفي العلم ، أشار سبحانه إلى ذلك بقوله : { وإذ } أي اذكر لهم هذا الذي أنبأناك به مما كان في الزمن الأقدم ، ولا وصول له إليك إلا من جهتنا ، لأنهم يعلمون قطعاً أنك ما جالست عالماً قط ، واذكر لهم ما يكون في الزمن الآتي حين { يتحاجون } أي هؤلاء الذين نعذبهم { في النار } أي يتخاصمون فيها أتباعهم ورؤساؤهم بما لا يغنيهم : { فيقول الضعفاء } أي الأتباع { للذين استكبروا } أي طلبوا أن يكونوا كبراء .
ولما كانوا لشدة ما هم فيه يتبرأ كل منهم من صاحبه . أكدوا قولهم : { إنا كنا لكم } أي دون غيركم { تبعاً } أي أتباعاً ، فتكبرتم على الناس بنا ، وهو عند البصريين يكون واحداً كجمل ويكون جمعاً كخدم جمع خادم ، ولعله عبر به إشارة إلى أنهم كانوا في عظيم الطواعية لهم على قلب رجل واحد ولما كان الكبير يحمي تابعه ، سببوا عن ذلك سؤالهم فقالوا : { فهل أنتم } أي أيها الكبراء { مغنون } أي كافون ومجزون وحاملون { عنا نصيباً من النار * } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.