تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَإِذۡ يَتَحَآجُّونَ فِي ٱلنَّارِ فَيَقُولُ ٱلضُّعَفَـٰٓؤُاْ لِلَّذِينَ ٱسۡتَكۡبَرُوٓاْ إِنَّا كُنَّا لَكُمۡ تَبَعٗا فَهَلۡ أَنتُم مُّغۡنُونَ عَنَّا نَصِيبٗا مِّنَ ٱلنَّارِ} (47)

الآية 47 { فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ } قد علم الضعفاء والأتباع [ أن المتبوعين ]{[18297]} لا يملكون دفع ما هم فيه ، لأنهم لو كانوا يملكون ذلك لدفعوا عن أنفسهم ، فإذا لم يملكوا ذلك عن أنفسهم فلألاّ يملكوا دفع ذلك عنهم أحق . لكنهم قالوا ذلك لهم ليزدادوا{[18298]} حسرة وندامة ، وهو كقوله تعالى في آية أخرى : { فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ } إلى قوله : { سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ } [ إبراهيم : 21 ] .

ويحتمل أنهم إنما قالوا لهم ذلك لما قالوا لهم في الدنيا : { اتّبِعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم } [ العنكبوت : 12 ] فيقولون لهم لذلك في الآخرة : { فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ } [ إبراهيم : 21 ] أي حاملون عنا بعض الذي علينا من العذاب { إنا كنا لكم تَبعًا } في الدنيا قالوا { إنا كل فيها } مُعذَّب { إن الله قد حكم بين العباد } .


[18297]:من نسخة الحرم المكي، ساقطة من الأصل وم.
[18298]:في الأصل وم: ليزداد.