اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَإِذۡ يَتَحَآجُّونَ فِي ٱلنَّارِ فَيَقُولُ ٱلضُّعَفَـٰٓؤُاْ لِلَّذِينَ ٱسۡتَكۡبَرُوٓاْ إِنَّا كُنَّا لَكُمۡ تَبَعٗا فَهَلۡ أَنتُم مُّغۡنُونَ عَنَّا نَصِيبٗا مِّنَ ٱلنَّارِ} (47)

قوله تعالى : { وَإِذْ يَتَحَآجُّونَ } في العامل في «إذْ » ثلاثةُ أوجه :

أحدها : أنه معطوف على «غُدُوًّا » فيكون معمولاً ليُعْرَضُونَ أي يعرضون على النار في هذه الأوقات كلها قاله أبو البقاء{[48288]} .

الثاني : أنه معطوف على قوله «إذِ القُلُوبُ لَدَى الحَنَاجِرِ » قاله الطبري{[48289]} . وفيه نظر ؛ لبُعْد مابينهما ، ولأن الظاهر عودُ الضمير من «يَتَحَاجُّونَ » إلى آل فرعون .

الثالث : أنه منصوب بإضمار اذكر{[48290]} .

قوله : «تبعاً » فيه ثلاثة أوجه :

أحدهما : أنه اسم جَمْع لِتَابع ، ونحوه : خَادِم وخَدَمٌ ، وغَائبٌ وغَيَبٌ وآدمٌ وأَدَمٌ{[48291]} .

قال البغوي : والتَّبَعُ يكون واحداً وجَمعاً في قول أهل البَصْرة ، واحده تابع . وقال الكوفيون : هو جمع لا واحد له و جمعه أتباع{[48292]} .

والثاني : أنه مصدر واقع موقع اسم الفاعل أي تابعين{[48293]} .

والثالث : أنه مصدر أيضاً ولكن على حذف مضاف أي ذَوِي تَبَعٍ{[48294]} .

قوله : «نَصِيباً » فيه ثلاثةُ أوجه :

أحدهما : أن ينتصب بفعل مقدر به عليه قوله : «مُغْنُونَ » تقديره : هل أنتم دَافِعُونَ عَنَّا{[48295]} .

الثاني : أن يُضَمَّن مُغْنُونَ معنى حَامِلينَ{[48296]} .

الثالث : أن ينتصب على المصدر ، قال أبو البقاء : كَما كَانَ «شَيءٌ » كذلك ، ألا ترى إلى قوله : { لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُم مِّنَ الله شَيْئاً } [ آل عمران : 10 ] «فَشَيْئاً » في موضع «غِنًى » فكذلك «نصيباً » و «من النار » صفة ل «نصيباً »{[48297]} .

/خ48


[48288]:ذكره في التبيان 1021.
[48289]:جامع البيان له 25/47.
[48290]:البحر المحيط 6/469 والتبيان المرجع السابق.
[48291]:قاله الزمخشري في الكشاف 3/430 والسمين في الدر 4/700، والأخفش في المعاني 2/679.
[48292]:نقله في معالم التنزيل 6/97.
[48293]:قاله العكبري في التبيان 1021.
[48294]:قاله الزمخشري في الكشاف 3/430.
[48295]:قرره العكبري في المرجع السابق.
[48296]:أخذه من أبي حيان في بحره 7/466.
[48297]:التبيان له المرجع السابق.