فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَإِذۡ يَتَحَآجُّونَ فِي ٱلنَّارِ فَيَقُولُ ٱلضُّعَفَـٰٓؤُاْ لِلَّذِينَ ٱسۡتَكۡبَرُوٓاْ إِنَّا كُنَّا لَكُمۡ تَبَعٗا فَهَلۡ أَنتُم مُّغۡنُونَ عَنَّا نَصِيبٗا مِّنَ ٱلنَّارِ} (47)

{ وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ في النار } الظرف منصوب بإضمار اذكر . والمعنى : اذكر لقومك وقت تخاصمهم في النار ، ثم بيّن سبحانه هذا التخاصم ، فقال : { فَيَقُولُ الضعفاء لِلَّذِينَ استكبروا } عن الانقياد للأنبياء والاتباع لهم ، وهم رؤساء الكفر { إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا } جمع لتابع ، كخدم وخادم ، أو مصدر واقع موقع اسم الفاعل ، أي تابعين ، أو على حذف مضاف ، أي ذوي تبع . قال البصريون : التبع يكون واحداً ويكون جمعاً . وقال الكوفيون : هو جمع لا واحد له { فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مّنَ النار } أي هل تدفعون عنا نصيباً منها ، أو تحملونه معنا ، وانتصاب { نصيباً } بفعل مقدّر يدل عليه مغنون ، أي : هل تدفعون عنا نصيباً ، أو تمنعون على تضمينه معنى حاملين ، أي : هل أنتم حاملون معنا نصيباً ، أو على المصدرية .

/خ52