التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{حمٓ} (1)

مقدمة السورة:

بيان إجمالي للسورة

هذه السورة مكية ، وآياتها خمس وثلاثون . وفيها كثير من الأخبار والمواعظ والتذكير والدلائل التي تبين للناس حقيقة وحدانية الله وتفرده بالخلق وأن ما يدعون من دونه من الأنداد ليس إلا أوهاما وأباطيل .

وفي السورة تنديد كبير بالمشركين الظالمين الذين قالوا : { للحق لما جآءهم هذا سحر مبين } والله جل جلاله يشهد لكتابه الحكيم أنه الحق المنزل من عنده ، ولرسوله الأمين أنه مبعوث من لدنه ، فهو ليس بدعا من الرسل ، وفي السورة توصية من الله للإنسان بوالديه إحسانا مع التنبيه الظاهر إلى عظيم قدر الأم بما كابدته في أمر الولادة والأولاد من شديد العناء والشقاء .

وفي السورة تهديد مرعب ووعيد مخوف للكافرين المكذبين بأنهم يعرضون يوم القيامة على النار ، ويجزون عذاب الهون بسبب استكبارهم في الأرض وفسقهم عن دين الله .

وفي السورة ذكر لنبي الله هود عليه السلام المبعوث إلى قوم عاد بالأحقاف من أرض اليمن ، إذ كذبوا نبيهم تكذيبا فأخذهم الله نكال تكذيبهم ، إذ أرسل عليهم ريحا عاتية تدمر كل شيء . إلى غير ذلك من الأخبار والعبر وألوان التذكير والتنبيه والتحذير .

بسم الله الرحمان الرحيم

{ حم 1 تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم 2 ما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى والذين كفروا عما أنذروا معرضون 3 قل أرءيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين 4 ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون 5 وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين } .

يبين الله لعباده أنه هو منزل القرآن وأنه خالق السموات والأرض بالعدل والحكمة لا للعبث واللهو ، وأن ما يعبده المشركون من آلهة مزعومة لهو افتراء وباطل . وهو قوله : { حم 1 تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم } { حم } من فواتح السور . وذلك من متشابه القرآن الذي يوكل علمه إلى منزله سبحانه .