هذه السورة مكية ، وآياتها خمس وثلاثون . وفيها كثير من الأخبار والمواعظ والتذكير والدلائل التي تبين للناس حقيقة وحدانية الله وتفرده بالخلق وأن ما يدعون من دونه من الأنداد ليس إلا أوهاما وأباطيل .
وفي السورة تنديد كبير بالمشركين الظالمين الذين قالوا : { للحق لما جآءهم هذا سحر مبين } والله جل جلاله يشهد لكتابه الحكيم أنه الحق المنزل من عنده ، ولرسوله الأمين أنه مبعوث من لدنه ، فهو ليس بدعا من الرسل ، وفي السورة توصية من الله للإنسان بوالديه إحسانا مع التنبيه الظاهر إلى عظيم قدر الأم بما كابدته في أمر الولادة والأولاد من شديد العناء والشقاء .
وفي السورة تهديد مرعب ووعيد مخوف للكافرين المكذبين بأنهم يعرضون يوم القيامة على النار ، ويجزون عذاب الهون بسبب استكبارهم في الأرض وفسقهم عن دين الله .
وفي السورة ذكر لنبي الله هود عليه السلام المبعوث إلى قوم عاد بالأحقاف من أرض اليمن ، إذ كذبوا نبيهم تكذيبا فأخذهم الله نكال تكذيبهم ، إذ أرسل عليهم ريحا عاتية تدمر كل شيء . إلى غير ذلك من الأخبار والعبر وألوان التذكير والتنبيه والتحذير .
{ حم 1 تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم 2 ما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى والذين كفروا عما أنذروا معرضون 3 قل أرءيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين 4 ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون 5 وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين } .
يبين الله لعباده أنه هو منزل القرآن وأنه خالق السموات والأرض بالعدل والحكمة لا للعبث واللهو ، وأن ما يعبده المشركون من آلهة مزعومة لهو افتراء وباطل . وهو قوله : { حم 1 تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم } { حم } من فواتح السور . وذلك من متشابه القرآن الذي يوكل علمه إلى منزله سبحانه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.