فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{حمٓ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الأحقاف

هي أربع وثلاثون آية ، وقيل خمس وثلاثون وهي مكية . قال القرطبي : في قول جميعهم : وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس وابن الزبير قالا : نزلت سورة حم الأحقاف بمكة . وأخرج ابن الضريس والحاكم وصححه عن ابن مسعود قال : «أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة الأحقاف وأقرأها آخر فخالف قراءته ، فقلت من أقرأكها ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : والله لقد أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم غير ذا ، فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت يا رسول الله ألم تقرئني كذا وكذا ؟ قال : بلى ، وقال الآخر : ألم تقرئني كذا وكذا ؟ قال : بلى ، فتمعر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ليقرأ كل واحد منكما ما سمع ، فإنما هلك من كان قبلكم بالاختلاف » .

قوله : { حم تَنزِيلُ الكتاب مِنَ الله العزيز الحكيم } قد تقدّم الكلام على هذا في سورة غافر وما بعدها مستوفى ، وذكرنا وجه الإعراب وبيان ما هو الحقّ من أن فواتح السور من المتشابه الذي يجب أن يوكل علمه إلى من أنزله .