التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{فَلَوۡلَا نَصَرَهُمُ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ قُرۡبَانًا ءَالِهَةَۢۖ بَلۡ ضَلُّواْ عَنۡهُمۡۚ وَذَٰلِكَ إِفۡكُهُمۡ وَمَا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ} (28)

قوله : { فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا آلهة } { فلولا } بمعنى هلا . و { قربانا } مفعول للفعل اتخذوا . وقيل : منصوب على أنه مصدر . قيل : منصوب على أنه أن مفعول له {[4217]} ، والقربان : ما يتقرب به إلى الله بشيء تطلب به القربة عنده{[4218]} .

والمعنى : هلا نصرهم آلهتهم المزعومة التي تقربوا بها إلى الله – بزعمهم- لتكون لهم عنده شفعاء فتنقذهم من بأس الله وعذابه إذا نزل بهم . والمراد أن هؤلاء المشركين العرب لو كانت آلهتهم تنفعهم أو تغنيهم من الله شيئا لنفعت الذين من قبلهم من الأمم لما أتاهم بأس الله . قوله : { بل ضلوا عنهم } أي تركتهم آلهتهم وخذلتهم فلم تنفعهم ولم تغن عنهم من عذاب الله شيئا .

قوله : { وذلك إفكهم وما كانوا يفترون } الإفك معناه الكذب{[4219]} ، أي ذلك هو كذبهم وافتراؤهم ، إذ كانوا يفترون الكذب بقولهم عن آلهتهم وأوثانهم إنها شفاء لهم عند ربهم تقربهم إلى الله زلفى{[4220]} .


[4217]:البيان لابن الأنباري جـ 2 ص 372.
[4218]:مختار الصحاح ص 527.
[4219]:مختار الصاحاح ص 19.
[4220]:تفسير الطبري جـ 26 ص 19 وتفسير الرازي جـ 28 ص 29، 30.