فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{حمٓ} (1)

مقدمة السورة:

بسم الله الرحمن الرحيم

سورة الأحقاف

هي أربع أو خمس وثلاثون آية

وهذا الاختلاف مبني على أن حم آية أو لا وهي مكية . قال القرطبي : في قول جميعهم . قال ابن عباس وابن الزبير : نزلت بمكة . وقال المحلي : إلا { قل أرأيتم إن كان من عند الله } الآية وإلا { فاصبر كما صبر أولو العزم } وإلا { ووصينا الإنسان بوالديه } الثلاث آيات ، يعني آخرها قوله { إلا أساطير الأولين } وعن ابن مسعود قال : " أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة الأحقاف وأقرأها آخر فخالف قراءته ، فقلت من أقرأكها ؟ قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت والله لقد أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم غير ذا فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ألم تقرئني كذا وكذا ؟ قال بلي . وقال الآخر ألم تقرئني كذا وكذا قال بلى فتعمر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ليقرأ كل واحد منكما ما سمع فإنما هلك من كان قبلكم بالاختلاف " والأحقاف واد باليمن كانت فيه منازل عاد وقيل جمع حقف وهو التل من الرمل .

{ بسم الله الرحمن الرحيم } { حم } الله أعلم بمراده به ، وقد تقدم الكلام على هذا مستوفى ، وبيان ما هو الحق من أن فواتح السور من المتشابه الذي يجب أن يوكل علمه إلى من أنزله { تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم ما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما } من المخلوقات بأسرها { إلا بالحق } ليدل على قدرتنا ووحدانيتنا هو استثناء مفرغ من أعم الأحوال أي إلا خلقا متلبسا بالحق الذي تقتضيه المشيئة الإلهية .