محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{حمٓ} (1)

مقدمة السورة:

بسم الله الرحمن الرحيم

46 – سورة الأحقاف

قال المهايمي : سميت بها لأن مكانها من حيث قبوله سرعة تأثير ريح العذاب فيه ، كالدليل على إنذاره . ففيه إشعار على أن إنذارات القرآن كالدلائل على أنفسها . ثم في قصتهم اتساق الإنذار إلى صيرورة المرجوّ مخوفا . ففيه إشعار بأن إنذارات القرآن مما يخاف منها صيرورة ما يرجوه الجهال مخوفا عليهم . وذلك من أعظم مقاصد القرآن . انتهى .

وهي مكية . واستثنى بعضهم منها { والذي قال لوالديه . . . } {[1]} الآيتين . وقوله :{[2]} { قل أرأيتم إن كان من عند الله . . . } الآية . { ووصينا الإنسان بوالديه . . . } {[3]} الأربع الآيات . { فاصبر كما صبر . . . } {[4]} الآية ، فهي مدنية –كذا قيل . وتقدم في طليعة سورة الجاثية تحقيق ذلك . وآيها خمس وثلاثون .

بسم الله الرحمن الرحيم

{ حم * تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم * ما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق } أي : الحكمة وإقامة العدل في الخلق . { وأجل مسمى } أي : وبتقدير أجل معين لكل منها ، يفنيه إذا هو بلغه ، وهو يوم القيامة . { والذين كفروا عما أنذروا } أي : من هول ذلك اليوم { معرضون } أي : لا يؤمنون .


[1]:(4 النساء 15 و 16).
[2]:(24 النور 2).
[3]:(2 البقرة 282).
[4]:(70 المعارج 33).