بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَأَصۡحَٰبُ ٱلۡأَيۡكَةِ وَقَوۡمُ تُبَّعٖۚ كُلّٞ كَذَّبَ ٱلرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ} (14)

{ وَأصحاب الأيكةُ } يعني : قوم شعيب { وَقَوْمُ تُّبَّعٍ } يعني : قوم حمير . ويقال : تبع كان اسم ملك . وروى وكيع عن عمران بن جرير ، عن أبي مجلز قال : جاء عبد الله بن عباس إلى عبد الله بن سلام ، فسأله عن تبع ، فقال : كان تبع رجلاً من العرب ، ظهر على الناس ، وسبا على فتية من الأحبار . فكان يحدثهم ، ويحدثونه . فقال قومه : إن تبعاً ترك دينكم ، وتابع الفتية . فقال : تبع للفتية : ألا ترون إلى ما قال هؤلاء . فقالوا : بيننا وبينهم النار التي تحرق الكاذب ، وينجو منها الصادق . قال : نعم . فقال تبع للفتية : ادخلوه ، فتقلدوا مصاحفهم . ثم دخلوها ، فانفرجت لهم حتى قطعوها . ثم قال لقومه : ادخلوها . فلما دخلوا ، وجدوا حر النار كفوا . فقال لهم : لتدخلنها ، فدخلوها . فلما توسطوا ، أحاطت بهم النار ، فأحرقتهم ، وأسلم تبع وكان رجلاً صالحاً . ويقال : كان اسمه سعد بن ملكي كرب ، وكنيته : أبو كرب .

{ كُلٌّ كَذَّبَ الرسل } يعني : جميع هؤلاء كذبوا رسلهم { فَحَقَّ وَعِيدِ } يعني : وجب عليهم عذابي . معناه : فاحذروا يا أهل مكة مثل عذاب الأمم الخالية ، فلا تكذبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم .