ولما كان الشجر مظنة الهواء البارد والروح ، وكان أصحابه قد عذبوا بضد ذلك قال : { وأصحاب الأيكة } لمشاركتهم لهم{[61128]} في العذاب بالنار ، وأولئك بحجارة الكبريت النازلة من العلو وهؤلاء بالنار-{[61129]} النازلة من ظلمة السحاب ، وعبر عنهم بالواحدة والمراد الغيضة إشارة إلى أنها من شدة التفافها كالشجرة الواحدة . ولما كان { تبع } مع كونه من قومه ملكاً قاهراً ، وخالفوه مع ذلك ، وكان لقومه{[61130]} نار في بلادهم-{[61131]} يتحاكمون إليها فتأكل الظالم ، ختم بهم فقال : { وقوم تبع } مع كونه مالكاً ، وهو يدعوهم إلى الله ، فلا يظن أن التكذيب مخصوص بمن كان قوياً لمن كان مستضعفاً ، بل هو واقع بمن شئنا من قوي وضعيف ، لا يخرج شيء عن مرادنا .
ولما لم يكن هنا ما يقتضي التأكيد مما مر بيانه في ص قال معرياً منه : { كل } أي من هذه الفرق { كذب الرسل } أي كلهم بتكذيب رسولهم ، فإن الكل متساوون فيما يوجب الإيمان من إظهار العجز والدعاء إلى الله { فحقَّ }[ أي-{[61132]} ] فتسبب عن تكذيبهم لهم أنه ثبت عليهم ووجب { وعيد } أي-{[61133]} الذي كانوا يكذبون به عند إنذارهم لهم إياه ، فعجلنا لهم منه في الدنيا ما حكمنا به عليهم في الأزل فأهلكناهم إهلاكاً عاماً كإهلاك نفس واحدة على أنحاء مختلفة كما هو مشهور عند من له بأمثاله عناية{[61134]} وأتبعناه ما هو في البرزخ وأخرنا ما هو في القيامة إلى البعث ، بإهلاكنا لهم على تنائي ديارهم وتباعد أعصارهم وكثرة أعدادهم أن لنا الإحاطة البالغة فتسلَّ بإخوانك المرسلين وتأسَّ بهم ، ولتحذر قومك ما حل بمن كذبهم إن أصروا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.