محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَأَصۡحَٰبُ ٱلۡأَيۡكَةِ وَقَوۡمُ تُبَّعٖۚ كُلّٞ كَذَّبَ ٱلرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ} (14)

{ وأصحاب الأيكة } أي الغيضة من الشجر ، المجادلون شعيبا في الكيل والوزن . { وقوم تبع } قال المهايمي : المجادلون إمامهم وعلماءهم في الدين . ومضى الكلام على ذلك في الحجر والدخان . { كل كذب الرسل } أي كل من هذه الأمم ، وهؤلاء القرون ، كذبوا رسولهم ، / ومن كذب رسولا ، فكأنما كذب جميع الرسل ، كقوله تعالى :{[6718]} { كذبت قوم نوح المرسلين } ، وإنما جاءهم رسول واحد ، فهم في نفس الأمر لو جاءهم جميع الرسل كذبوهم – أفاده ابن كثير- وهو توجيه لجمع الرسل . وإفراد ضمير { كذّب } مراعاة للفظ { كل } فإنه مفرد وإن كان جمعا معنى . { فحق وعيد } أي فوجب لهم الوعيد الذي وعد به من كفر ، وهو العذاب والنقمة .

قال ابن جرير :{[6719]} إنما وصف تعالى في هذه الآية ما وصف من إحلاله عقوبته بهؤلاء المكذبين الرسل ، ترهيبا منه بذلك مشركي قريش ، وإعلاما منه لهم أنهم إن لم ينيبوا من تكذيبهم رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم أنه مُحِلٌّ بهم من العذاب مثل الذي أحل بهم . أي فهو تسلية للرسول صلوات الله عليه ، وتهديد لهم .


[6718]:[26/ الشعراء/ 105].
[6719]:انظر الصفحة رقم 156 من الجزء السادس والعشرين(طبعة الحلبي الثانية(.