التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَتَمَّتۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدۡقٗا وَعَدۡلٗاۚ لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَٰتِهِۦۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ} (115)

قوله تعالى : { وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلمته وهو السميع العليم } صدقا وعدلا ، منصوبان على المصدر . وقيل : يجوز أن يكونا مصدرين في موضع الحال بمعنى صادقة وعادلة . وقيل : منصوبان على التمييز{[1255]} . وكلمة تعني الكلام والمراد به القرآن . وتمام الكلمة معناه كمال القرآن . ومن مقتضيات كماله أنه الصدق والعدل . فهو صادق في كل ما قص أو أخبر ، أو توعد أو أنذر . فالله تعالى لا يضاهيه ولا يدانيه في صور العدل والصدق أيما نظير ، لأنه أصدق الصادقين وأعدل العادلين .

قوله : { لا مبدل لكلمته } أي لا مغير لما أخبر في كتابه . فوعده الحق ، إذ لا خلف في وعده ولا رادا لقضائه .

قوله : { وهو السميع العليم } الله سميع لما يجري في العالمين من كلام وأحاديث فما من قول ينطق به الناطقون في العالمين ، من حق أو باطل أو افتراء أو لغو أو غير ذلك من وجوه الكلام ، إلا والله يسمعه . وكذلك فإن الله عليم بكل ما يقع في العالمين بل في الكون كله من أحداث أو أسرار ، يستوي في ذلك ما كان منطوقا مسموعا أو كان مهموسا خفيا{[1256]} .


[1255]:- البيان لابن الأنباري ج 1 ص 336.
[1256]:- تفسير الطبري ج 8 ص 7-9.