قوله : { وتمت كلمات ربك } ( الآية ){[21538]} [ 116 ] .
حجة{[21539]} من قرأ ( كلمات ) – بالجمع{[21540]} – أنها في المصحف بالتاء ، ولإجماع الجميع على قوله : { لا مبدل لكلماته }{[21541]} .
ومن قرأ بالتوحيد{[21542]} ، احتج بإجماع الجميع على التوحيد في قوله : { وتمت كلمة{[21543]} ربك لأملأن جهنم }{[21544]} ، { وتمت كلمة{[21545]} ربك الحسنى }{[21546]} . وإنما كتبت بالتاء عند من وحّد ، لأنها كتبت على اللفظ ، بمنزلة { معصيت الرسول }{[21547]} و{ فطرت الله }{[21548]} وشبهه{[21549]} .
والمعنى : أن الله سمى القرآن ( كلمة ) ، كما تقول العرب للقصيدة : ( هذه كلمة فلان ){[21550]} والموصوف هنا بالتمام هو القرآن ، لا مبدل له ، أي : لا مغير لما أخبر في كتابه أنه كائن ، وهذا مثل قوله : { يريدون أن يبدلوا كلام الله }{[21551]} والذي أرادوا أن يبدلوا هو{[21552]} قوله : { لن{[21553]} تتبعونا كذلكم قال الله من قبل }{[21554]} ، فتقدم في علم الله أنهم لا يتبعون النبي ، فأرادوا أن يبدلوا ذلك فقالوا للنبي : { ذرونا نتبعكم }{[21555]} ، وقد تقدم من الله أنهم لا يتبعونهم فأرادوا أن يغيروا ما تقدم في علم الله وقد كان أخبره الله في كتابه بقوله : { فإن رجعك الله إلى طائفة منهم فاستأذنوك للخروج ( فقل لن تخرجوا معي أبدا ولن ){[21556]} } إلى { الخالقين }{[21557]} ، فكلام الله هنا : ما أخبر أنهم{[21558]} لن يتبعوا ، فأرادوا أن يبدلوا خبر الله ويتبعوه ، وكذلك قوله : { وتمت كلمات ربك } أي : أنه لا بد واقع كل ما أخبر به ، لا{[21559]} يحيله{[21560]} أحد{[21561]} ولا يغيره{[21562]} .
{ وهو السميع{[21563]} } أي : السميع لما يقول العادلون الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها ، وغير ذلك مما يقول خلقه ، { العليم } بما يؤول إليه أمرهم من صدق وإيمان أو كفر{[21564]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.