الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَتَمَّتۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدۡقٗا وَعَدۡلٗاۚ لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَٰتِهِۦۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ} (115)

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله { وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً } قال : صدقاً فيما وعد ، وعدلاً فيما حكم .

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وأبو نصر السجزي في الإبانة عن محمد بن كعب القرظي في قوله { لا مبدل لكلماته } قال : لا تبديل لشيء . قاله في الدنيا والآخرة ، كقوله { ما يبدل القول لدي } [ سورة ق : 29 ] .

وأخرج ابن مردويه عن أبي اليمان جابر بن عبد الله قال « دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد الحرام يوم فتح مكة ومعه مخصرة ولكل قوم صنم يعبدونه ، فنجعل يأتيها صنماً صنماً ويطعن في صدر الصنم بعصا ثم يعقره ، كلما صرع صنماً أتبعه الناس ضرباً بالفؤوس حتى يكسرونه ويطرحونه خارجاً من المسجد ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول { وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم } » .

وأخرج ابن مردويه وابن النجار عن أنس بن مالك « عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله { وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً } قال » «لا إله إلا الله » .

وأخرج البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس قال « كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوّذُ الحسن والحسين رضي الله عنهما : أعيذكما بكلمات الله التامة من شيطان وهامة ، ومن كل عين لامة ، ثم يقول : كان أبوكم إبراهيم يعوّذ بها إسماعيل وإسحق » .

وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي والنسائي وابن ماجة والبيهقي عن خولة بن حكيم « سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من نزل منزلاً فقال : أعوذ بكلمات الله التامات كلها من شر ما خلق ، لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك » .

وأخرج مسلم والنسائي والبيهقي عن أبي هريرة قال : « جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال » « يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة ؟ قال : أما إنك لو قلت حيث أمسيت : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، لم تضرك » .

وأخرج أبو داود والنسائي وابن أبي الدنيا والبيهقي عن علي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول عند مضجعه « اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم وكلماتك التامة من شر ما أنت آخذ بناصيته اللهم أنت تكشف المغرم والمآثم ، اللهم لا يهزم جندك ، ولا يخلف وعدك ، ولا ينفع ذا الجد من الجد ، سبحانك وبحمدك » .

وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن محمد بن يحيى بن حبان « إن الوليد بن الوليد شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الأرق حديث النفس بالليل فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا أويت إلى فراشك فقل : أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه ، ومن شر عباده ، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون ، فإنه لن يضرك وحريٌّ أن لا يقربك » .

وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن أبي التياح قال : قال رجل لعبد الرحمن بن خنبش : كيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كادته الشياطين ؟ قال : نعم ، تحدرت الشياطين من الجبال والأودية يريدون رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهم شيطان معه شعلة من نار يريد أن يحرق بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم فزع منهم ، وجاءه جبريل فقال : يا محمد قل . قال : ما أقول ؟ قال : قل « أعوذ بكلمات الله التامات اللاتي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وبرأ ودرأ ، ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ، ومن شر ما ذرأ في الأرض وما يخرج منها ، ومن شر فتن الليل والنهار ، ومن شر كل طارق إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن . قال : فطفئت نار الشياطين وهزمهم الله عز وجل » .

وأخرج النسائي والبيهقي عن ابن مسعود قال : لما كان ليلة الجن أقبل عفريت من الجن في يده شعلة من نار ، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن ، فلا يزداد إلا قرباً فقال له جبريل : أَلاَ أعلمك كلمات تقولهن ينكب منها لفيه وتطفأ شعلته ؟ قل « أعوذ بوجه الله الكريم ، وكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يهرج فيها ، ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج منها ، ومن شر فتن الليل والنهار ، ومن شر طوارق الليل ، ومن شر كل طارق إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن . فقالها فانكب لفيه وطفئت شعلته » .

وأخرج ابن أبي شيبة عن مكحول « أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دخل مكة تلقته الجن بالشرر يرمونه ، فقال جبريل : تعوّذ يا محمد . فتعوّذ بهؤلاء فدحروا عنه فقال : أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما نزل من السماء وما يعرج منها ، ومن شر ما بث في الأرض وما يخرج منها ، ومن شر الليل والنهار ، ومن شر كل طارق إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن » .