التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{۞قَالَ ٱلۡمَلَأُ ٱلَّذِينَ ٱسۡتَكۡبَرُواْ مِن قَوۡمِهِۦ لَنُخۡرِجَنَّكَ يَٰشُعَيۡبُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَكَ مِن قَرۡيَتِنَآ أَوۡ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَاۚ قَالَ أَوَلَوۡ كُنَّا كَٰرِهِينَ} (88)

قوله : { قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجكم يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا } ذلك رد الكافرين المعاندين الذين لا تجدي معهم الحجج والبراهين ولا يثنيهم سطوع المنطق والدليل عن غيهم وضلالهم واستكبارهم . والأشد من ذلك أنهم لم يكتفوا بجحودهم وتكذيبهم وطغيانهم بل جاوزوا ذلك إلى فظاعة النكر والبطر وإلى بشاعة العتو والأشر ، إذ توعدوا شعيبا والذين آمنوا معه بالإخراج من البلد إلا أن يعودوا إلى ملة الكفر والإشراك بالله . فإما الإخراج والتهيج ، أو العود إلى ظلام الكفران والعصيان . وذلك هو ديدن الكافرين الظالمين في كل زمان ؛ إذ يستكبرون على الحق استكبارا ، ويلجون في الضلالة والعدوان لجوجا ، فوق ما يذيقون المؤمنين من ألوان الظلم ؛ من تنكيل وتخويف وتهديد وطرد وتشريد وفتنة عن دين الله ؛ ليرتدا إلى ملة الظلام والفساد والكفر .

قوله : { قال أولو كنا كارهين } الهمزة للاستفهام الإنكاري . أي إنكار ما طلبوه من الإخراج أو العود في ملة الكفر . وذلك إشعار ببشاعة ما طلبوه من الإخراج عن أوطانهم بغيا وعدوانا ، إلا ما يعودوا في الكفر والضلال . والواو للحال . أي أتعيدوننا في ملتكم كارهين العود إليها أو تخرجوننا من قريتكم حال كراهيتنا الخروج منها ؟ ! أيقع منكم أحد هذين الأمرين حتى في حال كراهيتنا الخروج منها ؟ !