قوله : { واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد } خلفاء جمع خليفة . وهذا تذكير من صالح لقومه المشركين واعظا لهم ومحذرا من العصيان وإيذاء الناقة وقائلا لهم : تذكروا نعمة الله عليكم ؛ إذ خلفتم عادا في الأرض بعد هلاكها . أو استخلفكم في الأرض بجعلكم ملوكا وساسة .
قوله : { وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا } بوأكم في الأرض ، أي أنزلكم فيها . من الباءة وهي عبارة عن المنزل . بوأته دار : أي أسكنته إياها . وتبوأ بيتا : أي اتخذه مسكنا{[1455]} .
والنحت معناه والقشر بفتح القاف فسكون{[1456]} وذلك تذكير من نبي الله صالح لقومه ثمود ؛ إذ مكنهم الله في الأرض فاتخذوا منها المنازل العالية ، والقصور ، وهي البيوت العظيمة الشامخة . وكذلك مكنهم من نحت الجبال وهو نقبها وقطع الحجارة منها لاتخاذ المساكن المكنية الشامخات .
وذلك كله من فضل الله عليهم ؛ إذ من عليهم بالاستقرار وحسن المعايش .
قوله : { فاذكروا الآلاء اله ولا تعتوا في الأرض مفسدين } دعا صالح عليه السلام قومه أن يذكروا آلاء الله وهي نعمه الكثيرة عليهم ، وذلك مما ذكر ومما لم يذكر .
وليس الذكر بمجرد اللسان بل بفعل الصالحات وبالشكران المبعوث من القلب والانزجار عن المعاصي وفي طليعتها الإشراك بالله . ودعاهم كذلك ألا يعثوا في الأرض مفسدين . وهو من العثو ، بضم العين والثاء ، ومعناه الإفساد . {[1457]}
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.