المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{تِلۡكَ أُمَّةٞ قَدۡ خَلَتۡۖ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَلَكُم مَّا كَسَبۡتُمۡۖ وَلَا تُسۡـَٔلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (134)

{ تلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ }( 134 )

وقوله تعالى : { قد خلت } في موضع رفع نعت لأمة ، ومعناه ماتت وصارت إلى الخلاء من الأرض ، ويعنى بالأمة الأنبياء المذكورون ، والمخاطب في هذه الآية اليهود والنصارى ، أي أنتم أيها الناحلوهم اليهودية والنصرانية ، ذلك لا ينفعكم ، لأن كل نفس { لها ما كسبت } من خير وشر ، فخيرهم لا ينفعكم إن كسبتم شراً( {[1307]} ) ، وفي هذه الآية رد على الجبرية القائلين لا اكتساب للعبد ، { ولا تسألون عما كانوا يعملون } فتنحلوهم ديناً .


[1307]:- في هذا ما يرد على من يتكل على عمل أسلافه، ويروح على نفسه بالأماني الباطلة، الكاذبة، فإن من أبطأ به عمله لا يسرع به نسبه.