الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{تِلۡكَ أُمَّةٞ قَدۡ خَلَتۡۖ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَلَكُم مَّا كَسَبۡتُمۡۖ وَلَا تُسۡـَٔلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (134)

{ تِلْكَ } إشارة إلى الأمة المذكورة التي هي إبراهيم ويعقوب وبنوهما الموحدون . والمعنى : أنّ أحداً لا ينفعه كسب غيره متقدماً كان أو متأخراً ، فكما أن أولئك لا ينفعهم إلا ما اكتسبوا ، فكذلك أنتم لا ينفعكم إلا ما اكتسبتم . وذلك أنهم افتخروا بأوائلهم . ونحوه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :

« يا بني هاشم ، لا يأتيني الناس بأعمالهم وتأتوني بأنسابكم » ، { وَلاَ تُسْئَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ } ولا تؤاخذون بسيآتهم كما لا تنفعكم حسناتهم .