الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{تِلۡكَ أُمَّةٞ قَدۡ خَلَتۡۖ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَلَكُم مَّا كَسَبۡتُمۡۖ وَلَا تُسۡـَٔلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (134)

ثم قال تعالى : ( تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ )( {[4294]} ) [ 133 ] .

أي : قد مضت ، أي : ( {[4295]} ) إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب صلوات الله عليهم وعلى محمد( {[4296]} ) ، وولدهم/ قد مضوا ، فَدَعُوا ذكرهم والكذب عليهم يا معشر اليهود والنصارى ، ولا تنحلوهم الكفر( {[4297]} ) واليهودية والنصرانية . والأمة الجماعة هاهنا .

وإنما قيل لمن مضى وانقرض : " قد خلا " لتخليه من الدنيا وانفراده( {[4298]} ) من الإنس والبشر . وأصله : من " خَلاَ الرَّجُلُ " إذا صار بالمكان الذي لا أنيس به .

ثم قال : ( لَهَا مَا كَسَبَتْ ) [ 133 ] أي : عملت .

( وَلَكُمْ مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْئَلُونَ( {[4299]} ) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) [ 133 ] .

أي : لا تؤاخذون بذنوبهم ولا يؤاخذون بذنوبكم ، فدعوا ما تنحلونهم( {[4300]} ) من الأديان .

قال الأخفش : " ( قَدْ خَلَتْ )( {[4301]} ) وقف التمام " ( {[4302]} ) .

وقال أبو حاتم : " ( لَهَا مَا كَسَبَتْ ) هذا الوقف الكافي الحسن " ( {[4303]} ) .


[4294]:- في ع3: خلت، لها ما كسبت.
[4295]:- سقط من ع3.
[4296]:- ي ع2، ع3: سيدنا محمد.
[4297]:- في ع3: للكفر.
[4298]:- في ع1، ح: انقراضه.
[4299]:- في ع3: تسألوا. وهو خطأ.
[4300]:- في ع2، ع3: تنحلوهم. ومعناه: تَنْسِبُونَهم. يقال: نَحَلَ فلاناً القول نحلاً. نسبه إليه، وليس بقائله. اللسان 3/598.
[4301]:- قوله: "قد خلت" ساقط من ع3.
[4302]:- انظر: كتاب القطع والإئتناف 165، والمكتفى 176.
[4303]:- انظر: الإيضاح لناسخ القرآن 1/532، والمصدرين السابقين.