فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{تِلۡكَ أُمَّةٞ قَدۡ خَلَتۡۖ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَلَكُم مَّا كَسَبۡتُمۡۖ وَلَا تُسۡـَٔلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (134)

{ تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون ، وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا قل بل ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين } .

{ تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم } تلك إشارة إلى إبراهيم وبنيه ويعقوب وبنيه ، وما بعده بيان لحال تلك الأمة وحال المخاطبين بأن لكل من الفريقين كسبه لا ينفعه كسب غيره ولا يناله منه بشيء ولا يضره ذنب غيره ، وفيه الرد على من يتكل على عمل سلفه ويروح نفسه بالأماني الباطلة ، ومنه ما ورد في الحديث ( من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه{[134]} ) والمراد أنكم لا تنتفعون بحسناتهم ولا تؤاخذون بسيآتهم ، وفيه إبطال مذهب من يجيز تعذيب أولاد المشركين تبعا لآبائهم قال ابن فارس : وفيه إثبات الكسب للعبد { ولا تسألون عما كانوا يعملون } أي عن أعمالهم كما لا يسألون عن أعمالكم ، ومثله { ولا تزر وازرة وزر أخرى ، وأن ليس للإنسان إلا ما سعى } .


[134]:أبو داوود كتاب العلم الباب1-أحمد ابن حنبل 2/252-407