فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{تِلۡكَ أُمَّةٞ قَدۡ خَلَتۡۖ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَلَكُم مَّا كَسَبۡتُمۡۖ وَلَا تُسۡـَٔلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (134)

{ أمة } طائفة من الناس وجماعة .

{ خلت } مضت . { كسبت } عملت ، وسعت وطلبت ، وأصابت .

{ تلك أمة قد خلت } جماعة إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب وبنيه قد مضوا وذهبوا وتركوا هذه الدنيا وهؤلاء السلف الصالحون لا ينفعكم انتسابكم إليهم دون عمل صالح تقدمونه أنتم فقد جاء فيما روى مسلم في صحيحه : ( من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه ) { لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون } للأمة الصالحة إبراهيم وأولاده ونافلته ثواب ما قدموا من خير وبر ورشد ولكم أنتم أجر ما تجترحون { . . ولا تزر وازرة وزر أخرى }{[491]} لا يؤاخذ أحد بذنب أحد ؛ مما يقول صاحب الجامع لأحكام القرآن : وفي هذا دليل على أن العبد يضاف إليه أعمال وأكساب وإن كان الله تعالى أقدره على ذلك إن كان خيرا فبفضله وإن كان شرا فبعدله وهذا مذهب أهل السنة ، والآي في القرآن بهذا المعنى كثيرة فالعبد مكتسب لأفعاله على معنى أنه خلقت له قدرة مقارنة للفعل ، . . . وذلك التمكن هو مناط التكليف . ا ه .


[491]:سورة الأنعام من الآية 164.