المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُواْ وَأَصۡلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـٰٓئِكَ أَتُوبُ عَلَيۡهِمۡ وَأَنَا ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ} (160)

ثم استثنى الله تعالى التائبين وقد تقدم معنى التوبة ، و{ أصلحوا } أي في أعمالهم وأقوالهم ، و { بينوا } قال من فسر الآية على العموم : معناه بينوا توبتهم بمبرز العمل والبروع فيه( {[1481]} ) ، ومن فسرها على أنها في كاتمي أمر محمد قال : المعنى بينوا أمر محمد صلى الله عليه وسلم فتجيء الآية فيمن أسلم من اليهود والنصارى ، وقد تقدم معنى توبة الله على عبده وأنها رجوعه به عن المعصية إلى الطاعة .


[1481]:- قال ابن قتيبة: أي بيَّنوا توبتهم بالإخلاص والعمل، وقال الإمام ابن العربي: سألت شيخنا الإمام أبا منصور الشيرازي الصوفي عن قوله تعالى: [إلا الذين تابوا وأصلحوا وبيّنوا] ما بينوا ؟ قال: أظهروا أفعالهم للناس بالصلاح والطاعات – قلت: ويلزم ذلك ؟ قال: نعم، لتثبت أمانته، وتصح إمامته، وتُقبل شهادته، قال ابن العربي: وليقتدي به غيره. ا هـ. وما أشار إليه ابن عطية رحمه الله من هذا التفصيل في التفسير كأنه جواب عن اعتراض الإمام الطبري رحمه الله لهذا التفسير الذي أشار إليه ابن قتيبة والإمام الشيرازي وابن العربي.