المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{أُوْلَـٰٓئِكَ عَلَيۡهِمۡ صَلَوَٰتٞ مِّن رَّبِّهِمۡ وَرَحۡمَةٞۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُهۡتَدُونَ} (157)

أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ( 157 )

وقوله تعالى : { أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة } الآية ، نعم من الله على الصابرين المسترجعين ، وصلوات الله على عبده : عفوه ورحمته وبركته وتشريفه إياه في الدنيا والآخرة ، وكرر الرحمة لما اختلف اللفظ تأكيداً ، وهي من أعظم أجزاء الصلاة منه تعالى ، وشهد لهم بالاهتداء .

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قرأ هذه الآية : «نعم العدلان ونعم العلاوة »( {[1441]} ) أراد بالعدلين الصلاة والرحمة وبالعلاوة الاهتداء .


[1441]:- ذكره البخاري في صحيحه، والعلاوة ما يوضع بين العدلين، والعِدْل نصف الحمل على أحد شِقَّي الدابة، والاثنان عِدْلان – ضرب ذلك مثلا لقوله تعالى: [أولئك عليهم صلوات من ربّهم ورحمة وأولئك هم المهتدون] فالصلاة: عِدْل، والرحمة: عدل، وأولئك هم المهتدون: علاوة، لما كانت الهداية صفة للمذكورين ومن نوع العِدْلين.