المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{سَآءَ مَثَلًا ٱلۡقَوۡمُ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا وَأَنفُسَهُمۡ كَانُواْ يَظۡلِمُونَ} (177)

وقوله : { ساء مثلاً } قال الزجاج : التقدير ساء مثلاً مثل القوم ، لأن الذي بعد «بئس » و «نعم » إنما يتفسر من نوعه ، كما تقول بئس رجلاَ زيد ، ولما انحذف مثل أقيم القوم مقامه ، والرفع في ذلك بالابتداء والخبر فيما تقدم ، وقرأ الجحدري «ساء مثلُ القوم » ، ورفع مثل على هذه القراءة ب { ساء } ، ولا تجري { ساء } مجرى «بئس » إلا إذا كان ما بعدها منصوباً ، قال أبو عمرو الداني : قرأ الجحدري «مِثلُ » بكسر الميم ورفع اللام ، وقرأ الأعمش «مَثَلُ » بفتح الميم والثاء ورفع اللام .

قال القاضي أبو محمد : وهذا خلاف ما ذكر أبو حاتم فإنه قال : قرأ الجحدري والأعمش «ساء مثلُ » بالرفع .