الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{سَآءَ مَثَلًا ٱلۡقَوۡمُ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا وَأَنفُسَهُمۡ كَانُواْ يَظۡلِمُونَ} (177)

{ سَآءَ مَثَلاً } أي بئس المثل مثلاً حال من المثل المضمر .

كما قال جرير :فنعم الزاد زاد أبيك زاداً

هذا إذا جعلت ( ساء ) من فعل المثل ورفعت القوم بدلاً من الضمير فيه . وإن حولت فعله إلى القوم ورفعتهم به كان [ انتهاء ] به على التمييز ، يريد سأمثل القوم فلما حولته إليهم خرج المثل مفسّراًكما يقال : قربه عيناً وضاق ذرعاً ، متى ما سقط التنوين عن المميز [ المخفض ] بالإضافة دليله قراءة [ الجحدري ] والأعمش سأمثّل القوم بالاضافة ، وقال أبو حاتم : يريد بها ( مثلاً ) مثل القوم فحذف مثل .

وأقام القوم [ به أُمّة ] فرفعهم كقوله : { وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ } [ يوسف : 82 ] .