قوله تعالى : { وهو الذي جعل لكم النجوم } أي خلقها لكم .
قوله تعالى : { لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر } . والله تعالى خلق النجوم لفوائد : أحدها هذا : وهو أن راكب السفينة ، والسائر في القفار يهتدي بها في الليالي إلى مقاصدهم . والثاني : أنها زينة للسماء كما قال : { ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح } [ الملك :5 ] . ومنها رمي الشياطين ، كما قال : { وجعلناها رجوماً للشياطين } ، [ الملك :5 ] قوله تعالى : { قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون } .
{ وهو الذي جعل لكم النجوم } خلقها لكم . { لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر } في ظلمات الليل في البر والبحر ، وإضافتها إليهما للملابسة أو في مشتبهات الطرق وسماها ظلمات على الاستعارة ، وهو إفراد لبعض منافعها بالذكر بعد ما أجملها بقوله لكم . { قد فصلنا الآيات } بيناها فصلا فصلا . { لقوم يعلمون } فإنهم المنتفعون به .
هذه المخاطبة تعم المؤمنين والكافرين ، فالحجة بها على الكافرين قائمة والعبرة بها للمؤمنين ممكنة متعرضة ، و { جعل } هنا بمعنى خلق لدخولها على مفعول واحد ، وقد يمكن أن تكون بمعنى صير ويقدر المفعول الثاني في { لتهتدوا } لأنه يقدر وهو الذي جعل لكم النجوم هداية ، و { في ظلمات } هي ها هنا على حقيقتها في ظلمة الليل بقرينة النجوم التي لا تكون إلا بالليل ، ويصح أن تكون «الظلمات » ها هنا الشدائد في المواضع التي يتفق أن يهتدى فيها بالشمس ، وذكر الله تعالى النجوم في ثلاث منافع وهي قوله : { ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح }{[5029]} وقوله : { وجعلناها رجوماً للشياطين } [ المُلك : 5 ] وقوله : { وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر } فالواجب أن يعتقد أن ما عدا هذه الوجوه من قول أهل التأثير باطل واختلاق على الله وكفر به ، و { فصلنا } معناه بينا وقسمنا و { الآيات } الدلائل و { لقوم يعلمون } تخصيص لهم بالذكر وتنبيه منهم لتحصلهم الآية المفصلة المنصوبة ، وغيرهم تمر عليهم الآيات وهم معرضون عنها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.