الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلنُّجُومَ لِتَهۡتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَٰتِ ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِۗ قَدۡ فَصَّلۡنَا ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ} (97)

أخرج ابن أبي حاتم عن عباس في قوله { وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر } قال : يضل الرجل وهو الظلمة والجور عن الطريق .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر والخطيب في كتاب النجوم عن عمر بن الخطاب قال : تعلموا من النجوم ما تهتدون به في بركم وبحركم ثم امسكوا ، فإنها والله ما خلقت إلا زينة للسماء ورجوماً للشياطين وعلامات يهتدى بها ، وتعلموا من النسبة ما تصلون به أرحامكم ، وتعلموا ما يحل لكم من النساء ويحرم عليكم ثم امسكوا .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والخطيب في كتاب النجوم عن قتادة قال : إن الله إنما جعل هذه النجوم لثلاث خصال : جعلها زينة للسماء ، وجعلها يهتدي بها ، وجعلها رجوماً للشياطين ، فمن تعاطى فيها غير ذلك فقد قال رأيه ، وأخطأ حظه ، وأضاع نصيبه ، وتكلف ما لا علم له به ، وإن ناساً جهلة بأمر الله قد أحدثوا في هذه النجوم كهانة ، من أعرس بنجم كذا وكذا كان كذا وكذا ، ومن سافر بنجم كذا وكذا كان كذا وكذا ، ولعمري ما من نجم إلا يولد به الأحمر والأسود والطويل والقصير والحسن والدميم ، ولو أن أحداً علم الغيب لعلمه آدم الذي خلقه الله بيده ، وأسجد له ملائكته ، وعلمه أسماء كل شيء .

وأخرج ابن مردويه والخطيب عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « تعلموا من النجوم ما تهتدون به في ظلمات البر والبحر ثم انتهوا » .

وأخرج الخطيب عن مجاهد قال : لا بأس أن يتعلم الرجل من النجوم ما يهتدي به في البر والبحر ، ويتعلم منازل القمر .

وأخرج ابن أبي حاتم والمرهبي في فضل العلم عن حميد الشامي قال : النجوم هي علم آدم عليه السلام .

وأخرج المرهبي عن الحسن بن صالح قال : سمعت عن ابن عباس أنه قال : ذلك علم ضيعه الناس النجوم .

وأخرج الخطيب عن عكرمة . أنه سأل رجلاً عن حساب النجوم وجعل الرجل يتحرج أن يخبره ؟ فقال : عكرمة : سمعت ابن عباس يقول : علم عجز الناس عنه ، وددت أني علمته ! قال الخطيب : مراده الضرب المباح الذي كانت العرب تختص به .

وأخرج الزبير بن بكار في الموفقيات عن عبد الله بن حفص قال : خصت العرب بخصال بالكهانة والقيافة والعيافة والنجوم والحساب ، فهدم الإِسلام الكهانة وثبت الباقي بعد ذلك .

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن القرظي قال : والله ما لأحد من أهل الأرض في السماء من نجم ولكن يتبعون الكهنة ، وْيتخذون النجوم علة .

وأخرج أبو داود والخطيب عن سمرة بن جندب أنه خطب ، فذكر حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال « أما بعد فإن ناساً يزعمون أن كسوف الشمس ، وكسوف هذا القمر ، وزوال هذه النجوم عن مواضعها لموت رجال عظماء من أهل الأرض ، وإنهم قد كذبوا ولكنها آيات من آيات الله يعتبر بها عباده لينظر من يحدث له منهم توبة » .

وأخرج الخطيب عن عمر بن الخطاب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول « لا تسألوا عن النجوم ، ولا تفسروا القرآن برأيكم ، ولا تسبوا أحداً من أصحابي ، فإن ذلك الإيمان المحض » .

وأخرج ابن مردويه والخطيب عن علي قال « نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النظر في النجوم ، وأمرني بإسباغ الطهور » .

وأخرج ابن مردويه والمرهبي والخطيب عن أبي هريرة قال « نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النظر في النجوم » .

وأخرج الخطيب عن عائشة قالت « نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النظر في النجوم » .

وأخرج الطبراني وأبو نعيم في الحلية والخطيب عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا ذكر أصحابي فامسكوا ، وإذا ذكر القدر فامسكوا ، وإذا ذكر النجوم فامسكوا » .

وأخرج أبو يعلى وابن مردويه والخطيب عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « أخاف على أمتي خصلتين : تكذيباً بالقدر وتصديقاً بالنجوم ، وفي لفظ : وحذقا بالنجوم » .

وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود وابن مردويه عن ابن عباس قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم « من اقتبس علماً من النجوم أقتبس شعبة من السحر ، زاد ما زاد » .

وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن أبي شيبة والخطيب عن ابن عباس قال : إن قوماً ما ينظرون في النجوم ويحسبون أبراجا ، وما أرى الذين يفعلون ذلك من خلاق .

وأخرج الخطيب عن ميمون بن مهران قال : قلت لابن عباس أوصني . قال : أوصيك بتقوى الله وإياك وعلم النجوم فإنه يدعو إلى الكهانة ، وإياك أن تذكر أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بخير فَيُكِبُّكَ الله على وجهك في جهنم فإن الله أظهر بهم هذا الدين ، وإياك والكلام في القدر فإنه ما تكلم فيه اثنان إلا إثما أو إثم أحدهما .

وأخرج الخطيب في كتاب النجوم بسند ضعفه عن عطاء قال : قيل لعلي بن أبي طالب : هل كان للنجوم أصل ؟ قال : نعم ، كان نبي من الأنبياء يقال له يوشع بن نون . فقال له قومه : إنا لا نؤمن بك حتى تعلمنا بدء الخلق وآجاله ، فأوحى الله تعالى إلى غمامة فأمطرتهم ، واستنقع على الجبل ماء صافياً ، ثم أوحى الله إلى الشمس والقمر والنجوم أن تجري في ذلك الماء ، ثم أوحى إلى يوشع بن نون أن يرتقي هو وقومه على الجبل ، فارتقوا الجبل فقاموا على الماء حتى عرفوا بدء الخلق وآجاله ، بمجاري الشمس والقمر والنجوم ، وساعات الليل والنهار ، فكان أحدهم يعلم متى يموت ، ومتى يمرض ، ومن ذا الذي يولد له ، ومن ذا الذي لا يولد له .

قال : فبقوا كذلك برهة من دهرهم ، ثم إن داود عليه السلام قاتلهم على الكفر ، فأخرجوا إلى داود في القتال من لم يحضر أجله ، ومن حضر أجله خلفوه في بيوتهم ، فكان يقتل من أصحاب داود ولا يقتل من هؤلاء أحد ، فقال داود رب ها أنا أقاتل على طاعتك ويقاتل هؤلاء على معصيتك ، فيقتل أصحابي ولا يقتل من هؤلاء أحد ؟ ! فأوحى الله إليه : أني كنت علمتهم بدء الخلق وآجاله ، وإنما أخرجوا إليك من لم يحضر أجله ، ومن حضر أجله خلفوه في بيوتهم ، فمن ثم يقتل من أصحابك ولا يقتل منهم أحد .

قال داود : يا رب على ماذا علمتهم ؟ قال : على مجاري الشمس والقمر والنجوم ، وساعات الليل والنهار ، فدعا الله فحبست الشمس عليهم ، فزاد في النهار فاختلطت الزيادة بالليل والنهار ، فلم يعرفوا قدر الزيادة فاختلط عليهم حسابهم . قال علي رضي الله عنه : فمن ثم كره النظر في النجوم .

وأخرج المرهبي في فضل العلم عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال : لما فتح الله على نبيه صلى الله عليه وسلم خيبر دعا بقوسه واتكأ على سيتها ، وحمد الله وذكر ما فتح الله على نبيه ونصره ، ونهى عن خصال عن مهر البغي ، وعن خاتم الذهب ، وعن المياثر الحمر ، وعن لبس الثياب القسي ، وعن ثمن الكلب ، وعن أكل لحوم الحمر الأهلية ، وعن الصرف الذهب بالذهب والفضة بالفضة بينهما فضل ، وعن النظر في النجوم » .

وأخرج المرهبي عن مكحول قال : قال ابن عباس : لا تُعَلِمْ النجوم فإنها تدعوا إلى الكهانة .

وأخرج ابن مردويه من طريق الحسن عن العباس بن عبد المطلب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم » لقد طهر الله هذه الجزيرة من الشرك ما لم تضلهم النجوم » .

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم » إن متعلم حروف أبي جاد وراء في النجوم ليس له عند الله خلاق يوم القيامة » .