قوله تعالى : { يهدي به الله من اتبع رضوانه } . رضاه .
قوله تعالى : { سبل السلام } . قيل السلام هو الله عز وجل ، وسبيله دينه الذي شرع لعباده ، وبعث به رسله ، وقيل : السلام هو السلامة ، كاللذاذ واللذاذة بمعنى واحد ، والمراد به طرق السلامة .
قوله تعالى : { ويخرجهم من الظلمات إلى النور } ، أي : من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان .
{ يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ } أي : طرق النجاة والسلامة ومناهج الاستقامة { وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ{[9439]} وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } أي : ينجيهم من المهالك ، ويوضح لهم أبين المسالك فيصرف{[9440]} عنهم المحذور ، ويحصل لهم أنجب الأمور ، وينفي عنهم الضلالة ، ويرشدهم إلى أقوم حالة .
{ يهدي به الله } وحد الضمير لأن المراد بهما واحد ، أو لأنهما كواحد في الحكم . { من اتبع رضوانه } من اتبع رضاه بالإيمان منهم . { سبل السلام } طرق السلامة من العذاب ، أو سبل الله . { ويخرجهم من الظلمات إلى النور } من أنواع الكفر إلى الإسلام . { بإذنه } بإرادته أو توفيقه . { ويهديهم إلى صراط مستقيم } طريق هو أقرب الطرق إلى الله سبحانه وتعالى ومؤد إليه لا محالة .
و { اتبع رضوانه } معناه بالتكسب والنية والإقبال عليه ، والسبل الطرق ، والقراءة في «رُضوان » بضم الراء وبكسرها وهما لغتان ، وقد تقدم ذكر ذلك وقرأ ابن شهاب والحسن بن أبي الحسن «سبْل » ساكنة الباء .
و { السلام } في هذه الآية يحتمل أن يكون اسماً من أسماء الله تعالى ، فالمعنى طرق الله تعالى التي أمر بها عباده وشرعها لهم ، ويحتمل أن يكون مصدراً كالسلامة فالمعنى طرق النجاة والسلامة من النار ، وقوله تعالى : { ويخرجهم } يعني المتبعين الرضوان ، فالضمير على معنى[ من ] لا على لفظها ، و { الظلمات } الكفر ، و { النور } الإيمان ، وقوله تعالى : { بإذنه } أي يمكنهم من أقوال الإيمان وأفعاله ، ويعلم فعلهم لذلك والتزامهم إياه ، فهذا هو حد الإذن ، العلم بالشيء والتمكين منه ، وقد تقدم شرحه في سورة البقرة ، والصراط المستقيم هو دين الله وتوحيده وما تركب عليه من شرعه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.