تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{يَهۡدِي بِهِ ٱللَّهُ مَنِ ٱتَّبَعَ رِضۡوَٰنَهُۥ سُبُلَ ٱلسَّلَٰمِ وَيُخۡرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذۡنِهِۦ وَيَهۡدِيهِمۡ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ} (16)

وقوله تعالى : { يهدي به الله من اتبع رضوانه } يحتمل قوله : { يهدي به } أي الله بمحمد صلى الله عليه وسلم ويحتمل القرآن ، أي يهدي الله { من اتبع رضوانه } يحتمل رضاه .

وقوله تعالى : { سبل السلام } : { السلام } قيل : هو الله كقوله تعالى : { السلام المؤمن المهيمن } الآية [ الحشر : 23 ] أي به يهدي { سبل السلام } سمى سبلا لأن سبيل الله ، وإن كان كثيرا في الظاهر فهو في الحقيقة واحد . وسمى سبيل الشيطان سبلا ، وقال : { ولا تتبعوا السبل } الآية [ الأنعام : 153 ] لأن سبله متفرقة مختلفة ليست ترجع إلى واحد . وأما سبيل الله ، وإن كان سبلا في الظاهر فهي ترجع إلى واحد ، وهو الهدى والصراط المستقيم .