فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{يَهۡدِي بِهِ ٱللَّهُ مَنِ ٱتَّبَعَ رِضۡوَٰنَهُۥ سُبُلَ ٱلسَّلَٰمِ وَيُخۡرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذۡنِهِۦ وَيَهۡدِيهِمۡ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ} (16)

{ يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم } الضمير في { يهدي } راجع إلى الكتاب ، لأنه أقرب مذكور ، أو إليه وإلى النور ، وجاء الضمير { به } دون تثنية لأن النور والكتاب كالشيء الواحد ؛ أي يرشدني إليه ويدلني عليه ، وقد يراد بها شرح الصدر للإسلام ، وتزيين البر في القلب- { من اتبع رضوانه } أي : من علم الله تعالى أنه يريد اتباع الله تعالى بالإيمان به ، . . { سبل السلام } أي : طرق السلامة من كل مخافة ، - قاله الزجاج- فالسلام مصدر بمعنى السلامة ؛ . . { ويخرجهم } الضمير المنصوب عائد إلى { من } والجمع باعتبار المعنى ، كما أن إفراد الضمير المرفوع في { اتبع } باعتبار اللفظ ؛ { من الظلمات ( {[1708]} ) إلى النور } أي من فنون الكفر والضلال إلى الإيمان ، { بإذنه } أي : بإرادته أو بتوفيقه- ( {[1709]} ) ؛ { ويهديهم إلى صراط مستقيم } قال الحسن ، هو دين الإسلام الموصل إلى الله تعالى ؛ وقيل : المراد بالصراط المستقيم : طريق الجنة .


[1708]:جمع الظلمات، لتعدد طرق الضلال، ووحد النور لأن الحق لا يتعدد.
[1709]:ما بين العارضتين من روح المعاني.