البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{يَهۡدِي بِهِ ٱللَّهُ مَنِ ٱتَّبَعَ رِضۡوَٰنَهُۥ سُبُلَ ٱلسَّلَٰمِ وَيُخۡرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذۡنِهِۦ وَيَهۡدِيهِمۡ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ} (16)

{ يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام } أي رضا الله سبل السلام طرق النجاة ، والسلامة من عذاب الله .

والضمير في به ظاهره أنه يعود على كتاب الله ، ويحتمل أن يكون عائداً على الرسول .

قيل : ويحتمل أن يعود على الإسلام .

وقيل : سبل السلام ، قيل دين الإسلام .

وقال الحسن والسدي : السلام هو الله تعالى ، وسبله دينه الذي شرعه .

وقيل : طرق الجنة .

وقرأ عبيد بن عمير ، والزهري ، وسلام ، وحميد ، ومسلم بن جندب : به الله بضم الهاء حيث وقع .

وقرأ الحسن ، وابن شهاب : سبل ساكنة الباء .

{ ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه } أي من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان ، أي بتمكينه وتسويغه .

وقيل : ظلمات الجهل ونور العلم .

{ ويهديهم إلى صراط مستقيم } هو دين الله وتوحيده .

وقيل : طريق الجنة .

وقيل : طريق الحق ، وروي عن الحسن .

والظاهر أنّ هذه الجمل كلها متقاربة المعنى ، وتكرر للتأكيد ، والفعل فيها مسند إليه تعالى .