فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{يَهۡدِي بِهِ ٱللَّهُ مَنِ ٱتَّبَعَ رِضۡوَٰنَهُۥ سُبُلَ ٱلسَّلَٰمِ وَيُخۡرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذۡنِهِۦ وَيَهۡدِيهِمۡ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ} (16)

{ يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم ( 16 ) لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شيء قدير ( 17 ) } .

والضمير في { يهدى به الله } راجع إلى الكتاب أو إليه وإلى النور لكونهما كالشيء الواحد { من اتبع رضوانه } أي ما رضيه وهو دين الإسلام { سبل السلام } طرق السلامة من العذاب الموصلة إلى دار السلام المنزهة عن كل آفة ، وقيل المراد بالسلام الإسلام ، وعن السدي قال سبيل السلام هي سبيل الله الذي شرعه لعباده ودعاهم إليه وبعث به رسله وهو الإسلام .

{ ويخرجهم من الظلمات } أي الكفر { إلى النور } أي إلى الإسلام { ويهديهم إلى صراط مستقيم } أي إلى طريق يتوصلون بها إلى الحق لا عوج فيها ولا مخافة ، وهذه الهداية غير الهداية إلى سبل السلام وإنما عطفت عليها تنزيلا للتغاير الوصفي منزلة التغاير الذاتي .