معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَإِذَا بَرِقَ ٱلۡبَصَرُ} (7)

قال الله تعالى { فإذا برق البصر } قرأ أهل المدينة { برق } بفتح الراء ، وقرأ الآخرون بكسرها ، وهما لغتان . قال قتادة ومقاتل : شخص البصر فلا يطرف مما يرى من العجائب التي كان يكذب بها في الدنيا . قيل : ذلك عند الموت . وقال الكلبي : عند رؤية جهنم تبرق أبصار الكفار . وقال الفراء والخليل { برق }-بالكسر- أي : فزع وتحير لما يرى من العجائب . { وبرق } بالفتح ، أي : شق عينه وفتحها ، من البريق ، وهو التلألؤ .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فَإِذَا بَرِقَ ٱلۡبَصَرُ} (7)

وقال تعالى ها هنا : { فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ } قال أبو عمرو بن العلاء : { بَرِقَ } بكسر الراء ، أي : حار . وهذا الذي قاله شبيه بقوله تعالى : { لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ } [ إبراهيم : 43 ] ، بل ينظرون من الفزع هكذا وهكذا ، لا يستقر لهم بصر على شيء ؛ من شدة الرعب .

وقرأ آخرون : " بَرَقَ " بالفتح ، وهو قريب في المعنى من الأول . والمقصود أن الأبصار تنبهر يوم القيامة وتخشع وتحار وتذل من شدة الأهوال ، ومن عظم ما تشاهده يوم القيامة من الأمور .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَإِذَا بَرِقَ ٱلۡبَصَرُ} (7)

وقوله : فإذَا بَرِقَ البَصَرُ اختلفت القرّاء في قراءة ذلك ، فقرأه أبو جعفر القارىء ونافع وابن أبي إسحاق : «فإذَا بَرَقَ » بفتح الراء ، بمعنى شخص وفُتِح عند الموت وقرأ ذلك شيبة وأبو عمرو وعامة قرّاء الكوفة بَرِقَ بكسر الراء ، بمعنى : فزع وشقّ . وقد :

حدثني أحمد بن يوسف ، قال : حدثنا القاسم ، قال : ثني حجاج ، عن هارون ، قال : سألت أبا عمرو بن العلاء عنها ، فقال : بَرِقَ بالكسر بمعنى حار . قال : وسألت عنها عبد الله بن أبي إسحاق فقال : «بَرَقَ » بالفتح ، إنما برق الخيطل والنار والبرق . وأما البصر فبرق عند الموت . قال : وأخبرت بذلك ابن أبي إسحاق ، فقال : أخذت قراءتي عن الأشياخ نصر بن عاصم وأصحابه ، فذكرت لأبي عمرو ، فقال : لكن لا آخذ عن نصر ولا عن أصحابه ، فكأنه يقول : آخذ عن أهل الحجاز .

وأولى القراءتين في ذلك عندنا بالصواب كسر الراء فإذَا بَرِقَ بمعنى : فزع فشُقّ وفُتِح من هول القيامة وفزع الموت . وبذلك جاءت أشعار العرب . أنشدني بعض الرواة عن أبي عُبيدة الكلابي :

لَما أتانِي ابْنُ صُبَيْحٍ رَاغِبا *** أعْطَيْتُهُ عَيْساء مِنْها فَبرَقْ

وحُدثت عن أبي زكريا الفرّاء قال : أنشدني بعض العرب :

نَعانِي حَنانَةُ طُوْبالَةً *** تَسَفّ يَبِيسا مِنَ الْعِشْرقِ

فنَفْسَكَ فانْعَ وَلا تَنْعَنِي *** ودَاوِ الْكُلومَ وَلاَ تَبْرَقِ

بفتح الراء ، وفسّره أنه يقول : لا تفزع من هول الجراح التي بك قال : وكذلك يْبرُق البصر يوم القيامة .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : فإذَا بَرِقَ البَصَرُ يعني يبرق البصر : الموت ، وبروق البصر : هي الساعة .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : بَرِقَ البَصَرُ قال : عند الموت .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : فإذَا بَرِقَ البَصَرُ شخص البصر .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَإِذَا بَرِقَ ٱلۡبَصَرُ} (7)

وقرأ أبو عمرو والحسن ومجاهد وقتادة والجحدري وعاصم والأعمش وأبو جعفر وشيبة «بِرق البصر » بكسر الراء بمعنى شخص وشق وحار{[11466]} . وقرأ نافع وعاصم بخلاف ، وعبد الله بن أبي إسحاق وزيد بن ثابت ونصر بن عاصم «بَرق » بفتح الراء ، بمعنى لمع وصار له بريق وحار عند الموت ، والمعنى متقارب في القراءتين ، وقال أبو عبيدة «برَق » بالفتح شق ، وقال مجاهد هذا عند الموت ، وقال الحسن هذا في يوم القيامة .


[11466]:المراد أنه نظر أمامه وفتح عينيه ولم يطرف، وقد قيل: إن الكسر لا يكون إلا في التحير، وإن الفتح لا يكون إلا الضياء، وقال أهل اللغة: هما بمعنى واحد.