النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{فَإِذَا بَرِقَ ٱلۡبَصَرُ} (7)

{ فإذا بَرِقَ البصرُ } فيه قراءتان :

إحداهما : بفتح الراء ، وقرأ بها أبان عن عاصم ، وفي تأويلها وجهان :

أحدهما : يعني خفت وانكسر عند الموت ، قاله عبد الله بن أبي إسحاق .

الثاني : شخص وفتح عينه عند معاينة ملك الموت فزعاً ، وأنشد الفراء :

فنْفسَكَ فَانْعَ ولا تْنعَني *** وداوِ الكُلومَ ولا تَبْرَقِ{[3147]} .

أي ولا تفزع من هول الجراح .

الثانية : بكسر الراء وقرأ بها الباقون ، وفي تأويلها وجهان :

أحدهما : عشى عينيه البرق يوم القيامة ، قاله أشهب العقيلي ، قال الأعشى{[3148]} :

وكنتُ أرى في وجه مَيّةَ لمحةً *** فأبرِق مَغْشيّاً عليّ مكانيا .

الثاني : شق البصر ، قاله أبو عبيدة وأنشد قول الكلابي :

لما أتاني ابن عمير راغباً *** أعطيتُه عيساً صِهاباً فبرق{[3149]} .


[3147]:البيت لطرفة بن اعبد.
[3148]:لم أعثر على البيت في ديوان الأعشي.
[3149]:العيس الصهاب: هي التي خالط بياضها حمرة، وهي عند العرب من أفضل الإبل.