قوله تعالى : { فَإِذَا بَرِقَ البصر } . قرأ نافع وأبان{[58647]} عن عاصم : بَرَق بفتح الراء .
فقيل : لغتان في التحيُّر والدهشة ، ومعناه لمع بصره من شدَّة شخوصه ، فتراه لا يطرف .
وقيل : بَرِق - بالكسر - تحيَّر فزعاً .
قال الزمخشري : «وأصله من بَرِق الرجل إذا نظر إلى البرقِ فدُهِش بصرهُ » .
قال غيره : كما يقال : أسد وبقر ، إذا رأى أسداً وبقراً كثيراً فتحيّر من ذلك .
4986 - وكُنْتُ أرَى في وجْهِ ميَّةَ لمْحعةً*** فأبْرَقُ مَغْشِياً عَليَّ مَكانِيَا{[58648]}
وأنشد الفراء رحمه الله : [ المتقارب ]
4987 - فَنفْسَكَ فَانْعَ ولا تَنْعَنِي*** ودَاوِ الكُلُومَ ولا تَبْرقِ{[58649]}
أي : لا تفزع من كثرة الكلوم التي بك .
و «بَرَق » بالفتح : من البريق ، أي : لمع من شدَّة شُخُوصه .
وقال مجاهد وغيره : وهذا عند الموت{[58650]} .
وقال الحسن : يوم القيامة ، قال : وفيه معنى الجواب عما سأل عنه الإنسان ، كأنه قال : يوم القيامة إذا برق البصر ، وخسف القمر{[58651]} .
قال الفراء والخليل : «برِق » - بالكسر - : فَزِع وبُهِت وتحيّر ، والعرب تقول للإنسان المتحيِّر المبهوت : قد برِق فهو برِقٌ .
وقيل : «بَرِق ، يَبْرَقُ » بالفتح : شق عينيه وفتحهما . قاله أبو عبيدة ، وأنشد قول الكلابيِّ : [ الرجز ]
4988 - لمَّا أتَانِي ابنُ عُمَيْر راغِباً*** أعْطيتُه عِيساً صِهَاباً فَبرِقْ{[58652]}
أي : فتح عينيه . قرأ أبو السمال{[58653]} : «بَلِق » باللام .
قال أهل اللغة إلا الفرّاء : معناه «فُتِح » ، يقال : بَلقْت الباب وأبلقتُه : أي : فتحتُه وفرَّجتُه .
وقال الفراء : هو بمعنى أغلقته .
قال ثعلب : أخطأ الفراء في ذلك .
ثم يجوز أن يكون مادة «بَلَقَ » غير مادة «بَرَقَ » ، ويجوز أن تكون مادةً واحدة بُدِّل فيها حرف من آخر ، وقد جاء إبدال «اللام » من الراء في أحرف ، قالوا : «نثر كنانته ونثلها » وقالوا : «وجل ووجر » فيمكن أن يكون هذا منه ، ويؤيده أن «برق » قد أتى بمعنى شق عينيه وفتحهما ، قاله أبو عبيدة ، وأنشد [ الرجز ]
4989 - لمَّا أتَانِي ابن عُمَيْرٍ{[58654]} *** . . .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.