البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{فَإِذَا بَرِقَ ٱلۡبَصَرُ} (7)

برق بكسر الراء : فزع ودهش ، وأصله من برق الرجل ، إذا نظر إلى البر قفد هش بصره ، ومنه قول ذي الرمّة :

ولو أنّ لقمان الحكيم تعرّضت *** لعينيه ميّ سافراً كاد يبرق

قال الأعشى :

وكنت أرى في وجه مية لمحة *** فأبرق مغشياً عليّ مكانياً

وبرق بفتح الراء : شق بصره ، وهو من البريق ، أي لمع بصره من شدّة شخوصه .

وقرأ الجمهور : { برق } بكسر الراء ؛ وزيد بن ثابت ونصر بن عاصم وعبد الله بن أبي إسحاق وأبو حيوة وابن أبي عبلة والزعفراني وابن مقسم ونافع وزيد بن علي وأبان عن عاصم وهارون ومحبوب ، كلاهما عن أبي عمرو ، والحسن والجحدري : بخلاف عنهما بفتحها .

قال أبو عبيدة : برق بالفتح : شق .

وقال ابن إسحاق : خفت عند الموت .

قال مجاهد : هذا عند الموت .

وقال الحسن : هو يوم القيامة .

وقرأ أبو السمال : بلق باللام عوض الراء ، أي انفتح وانفرج ، يقال : بلق الباب وأبلقته وبلقته : فتحته ، هذا قول أهل اللغة إلا الفراء فإنه يقول : بلقه وأبلقه إذا أغلفه .

وقال ثعلب : أخطأ الفراء في ذلك ، إنما هو بلق الباب وأبلقه إذا فتحه . انتهى .

ويمكن أن تكون اللام بدلاً من الراء ، فهما يتعاقبان في بعض الكلام ، نحو قولهم : نثرة ونثلة ، ووجر ووجل .