وقال{[22455]} : { مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ } أي : يوم القيامة { فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا } أي : ثواب الله خير من حَسَنَة العبد ، فكيف والله يضاعفه أضعافًا كثيرة فهذا{[22456]} مقام الفضل .
ثم قال : { وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } ، كما قال في الآية الأخرى : { وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } [ النمل : 90 ] وهذا مقام الفصل والعدل .
القول في تأويل قوله تعالى : { مَن جَآءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مّنْهَا وَمَن جَآءَ بِالسّيّئَةِ فَلاَ يُجْزَى الّذِينَ عَمِلُواْ السّيّئَاتِ إِلاّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } .
يقول تعالى ذكره : من جاء الله يوم القيامة بإخلاص التوحيد ، فله خير ، وذلك الخير هو الجنة والنعيم الدائم ، ومن جاء بالسيئة ، وهي الشرك بالله . كما :
حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد قال حدثنا سعيد ، عن قَتادة ، قوله مَنْ جاءَ بالحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها : أي له منها حظّ خير ، والحسنة : الإخلاص ، والسيئة : الشرك .
وقد بيّنا ذلك باختلاف المختلفين ، ودللنا على الصواب من القول فيه .
وقوله : فَلا يُجْزَى الّذِين عَمِلُوا السّيّئاتِ يقول : فلا يثاب الذين عملوا السيئات على أعمالهم السيئة إلاّ ما كانُوا يَعْمَلُونَ يقول : إلاّ جزاء ما كانوا يعملون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.