تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{مَن جَآءَ بِٱلۡحَسَنَةِ فَلَهُۥ خَيۡرٞ مِّنۡهَاۖ وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَلَا يُجۡزَى ٱلَّذِينَ عَمِلُواْ ٱلسَّيِّـَٔاتِ إِلَّا مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (84)

83

84-{ من جاء بالحسنة فله خير منها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الذين عملوا السيئات إلا ما كانوا يعملون }

من جاء يوم القيامة بالخصلة الحسنة ، أو الأعمال الحسنة ، ومنها كلمة التوحيد " لا إله إلا الله ، محمد رسول الله " وعمل بحقها ، وهو أداء واجبات الإسلام ، والبعد عما يغضب الرحمان ، فله خير منها ، حيث يكافأ على الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف .

{ ومن جاء بالسيئة . . } بالخصلة السيئة عقيدة أو عملا .

{ فلا يجزى الذين عملوا السيئات إلا ما كانوا يعملون } دون زيادة ، فالجزاء الحق من جنس العمل ، قال تعالى : { من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد } [ فصلت : 46 ] .

وقال تعالى : { ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين } [ الأنبياء : 47 ] .

وهذا من عدالة الله وسعة فضله ، فهو يكافئ على الحسنة بعشر أمثالها ، إلى سبعمائة ضعف ، إلى أضعاف كثيرة ، تفضلا ورحمة ، أما الذي جاء بالسيئة فيعاقب بمثلها فقط ، دون ظلم أو جور .

ونحو الآية قوله تعالى : { ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون إلا ما كنتم تعملون } [ النمل : 90 ] .