معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَدَخَلَ جَنَّتَهُۥ وَهُوَ ظَالِمٞ لِّنَفۡسِهِۦ قَالَ مَآ أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَٰذِهِۦٓ أَبَدٗا} (35)

قوله تعالى : { ودخل جنته } يعني الكافر ، أخذ بيد أخيه المسلم يطوف به فيها ويريه أثمارها ، { وهو ظالم لنفسه } بكفره { قال ما أظن أن تبيد } تهلك { هذه أبداً } ، قال أهل المعاني : راقه حسنها وغرته زهرتها ، فتوهم أنها لا تفنى أبداً ، وأنكر البعث فقال : { وما أظن الساعة قائمة }

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَدَخَلَ جَنَّتَهُۥ وَهُوَ ظَالِمٞ لِّنَفۡسِهِۦ قَالَ مَآ أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَٰذِهِۦٓ أَبَدٗا} (35)

28

( ودخل جنته وهو ظالم لنفسه . قال : ما أظن أن تبيد هذه أبدا )

ثم يخطو بصاحبه إلى إحدى الجنتين ، وملء نفسه البطر ، وملء جنبه الغرور ؛ وقد نسي الله ، ونسي أن يشكره على ما أعطاه ؛ وظن أن هذه الجنان المثمرة لن تبيد أبدا ،

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَدَخَلَ جَنَّتَهُۥ وَهُوَ ظَالِمٞ لِّنَفۡسِهِۦ قَالَ مَآ أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَٰذِهِۦٓ أَبَدٗا} (35)

جملة { ودخل جنته } في موضع الحال من ضمير { قال } ، أي قال ذلك وقد دخل جنته مرافقاً لصاحبه ، أي دخل جنته بصاحبه ، كما يدل عليه قوله : { قال ما أظن أن تبيد هذه أبداً } ، لأن القول لا يكون إلا خطاباً لآخر ، أي قال له ، ويدل عليه أيضاً قوله : { قال له صاحبه وهو يحاوره } [ الكهف : 37 ] . ووقوع جواب قوله : { أنا أكثر منك مالاً وأعز نفراً } في خلال الحوار الجاري بينهما في تلك الجنة .

ومعنى { وهو ظالم لنفسه } وهو مشرك مكذب بالبعث بطر بنعمة الله عليه .

وإنما أفرد الجنة هنا وهما جنتان لأن الدخول إنما يكون لإحداها لأنه أول ما يدخل إنما يدخل إحداهما قبل أن ينتقل منها إلى الأخرى ، فما دخل إلا إحدى الجنتين .

والظن بمعنى : الاعتقاد ، وإذا انتفى الظن بذلك ثبت الظن بضده .

وتبيد : تهلك وتفنى .

والإشارة بهذا إلى الجنة التي هما فيها ، أي لا أعتقد أنها تنتقض وتضمحل .

والأبَد : مراد منه طول المدة ، أي هي باقية بقاء أمثالها لا يعتريها ما يبيدها . وهذا اغترار منه بغناه واغترار بما لتلك الجنة من وثوق الشجر وقوته وثبوته واجتماع أسباب نمائه ودوامه حولَه ، من مياه وظلال .