الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَدَخَلَ جَنَّتَهُۥ وَهُوَ ظَالِمٞ لِّنَفۡسِهِۦ قَالَ مَآ أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَٰذِهِۦٓ أَبَدٗا} (35)

وقوله سبحانه : { وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ } [ الكهف : 35 ] .

أفْرَد الجنة من حيثُ الوجودُ كذلك إِذ لا يدخلهما معاً في وقت واحدٍ ، وظلمه لنفسه هو كُفْره وعقائدُهُ الفاسدة في الشَّكِّ في البعث ، وفي شكِّه في حدوث العالم ، أن كانت إِشارته ب{ هذه } إلى الهيئة من السموات والأرض وأنواعِ المخلوقات ، وإِن كانت إِشارته إِلى جنته فقط ، فإِنما الكلام تساخُفٌ واغترارٌ مفْرِط ، وقلَّة تحصيلٍ ، كأنه من شدَّة العُجْب بها والسرور ، أفرط في وصفها بهذا القول ،