إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَدَخَلَ جَنَّتَهُۥ وَهُوَ ظَالِمٞ لِّنَفۡسِهِۦ قَالَ مَآ أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَٰذِهِۦٓ أَبَدٗا} (35)

{ وَدَخَلَ جَنَّتَهُ } التي شُرحت أحوالُها وعَدَدُها وصفاتُها وهيئاتُها ، وتوحيدها إما لعدم تعلق الغرَضِ بتعددها ، وإما لاتصال إحداهما بالأخرى ، وإما لأن الدخولَ يكون في واحدة فواحدة { وَهُوَ ظَالِمٌ لّنَفْسِهِ } ضارٌّ لها بعُجبه وكفره { قَالَ } استئنافٌ مبنيٌّ على سؤال نشأ من ذكر دخولِ جنته حالَ ظلمِه لنفسه ، كأنه قيل : فماذا قال إذ ذاك ؟ فقيل قال : { مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هذه } الجنةُ أي تفنى { أَبَدًا } لطول أملِه وتمادي غفلتِه واغترارِه بمُهلته ، ولعله إنما قاله بمقابلة موعظةِ صاحبِه وتذكيرِه بفناء جنّتيه ونهيِه عن الاغترار بهما وأمره بتحصيل الباقيات الصالحات .