معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{ثُمَّ تَوَلَّيۡتُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَۖ فَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ لَكُنتُم مِّنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ} (64)

قوله تعالى : { ثم توليتم } . أعرضتم .

قوله تعالى : { من بعد ذلك فلولا فضل الله عليكم ورحمته } . يعني بالإمهال والإدراج وتأخير العذاب عنكم .

قوله تعالى : { لكنتم } . لصرتم .

قوله تعالى : { من الخاسرين } . من المغبونين بالعقوبة وذهاب الدنيا والآخرة وقيل : من المعذبين في الحال كأنه رحمهم بالإمهال .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{ثُمَّ تَوَلَّيۡتُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَۖ فَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ لَكُنتُم مِّنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ} (64)

( ثم توليتم من بعد ذلك ) . .

ثم أدركتها رحمة الله مرة أخرى وشملها فضله العظيم ؛ فأنقذها من الخسار المبين : ( فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين ) . .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{ثُمَّ تَوَلَّيۡتُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَۖ فَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ لَكُنتُم مِّنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ} (64)

ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ( 64 )

وقوله تعالى : { ثم توليتم من بعد ذلك } الآية . تولّى تفعّل ، وأصله الإعراض والإدبار عن الشيء بالجسم ، ثم استعمل في الإعراض عن الأمور والأديان والمعتقدات اتساعاً ومجازاً ، و { فضل الله } رفع بالابتداء ، والخبر مضمر عند سيبويه لا يجوز إظهاره للاستغناء عنه ، تقديره فلولا فضل الله عليكم تدارككم ، { ورحمته } عطف على فضل ، قال قتادة : فضل الله الإسلام ، ورحمته القرآن . قال القاضي أبو محمد رحمه الله : وهذا على أن المخاطب بقوله : { عليكم } لفظاً ومعنى من كان في مدة محمد صلى الله عليه وسلم ، والجمهور على أن المراد بالمعنى من سلف( {[734]} ) ، و { لكنتم } جواب { لولا } ، { ومن الخاسرين } خبر «كان » . والخسران النقصان ، وتوليهم من بعد ذلك ، إما بالمعاصي ، فكان فضل الله بالتوبة والإمهال إليها ، وإما أن يكون توليهم بالكفر فكان فضل الله بأن لم يعاجلهم بالإهلاك ليكون من ذريتهم من يؤمن ، أو يكون المراد من لحق محمداً صلى الله عليه وسلم ، وقد قال ذلك قوم ، وعليه يتجه قول قتادة : إن الفضل الإسلام ، والرحمة القرآن ، ويتجه أيضاً أن يراد بالفضل والرحمة إدراكهم مدة محمد صلى الله عليه وسلم .


[734]:- ويأتي له أن قوما قالوا: إن المراد من حضر رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا القول يصح ما قاله قتادة بن دعامة السدوسي البصري رحمه الله.