تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{ثُمَّ تَوَلَّيۡتُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَۖ فَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ لَكُنتُم مِّنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ} (64)

المفردات :

والخسران : ذهاب رأس المال أو نقصه .

التفسير :

( ثم توليتم من بعد ذلك فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين( . هذا بيان لنقضهم وإعراضهم عن العمل بالميثاق الذي أخذ عليهم ، ونبذوه خلف ظهورهم ، والمعنى ثم أعرضتم من بعد أخذ الميثاق عليكم وقبولكم إياه وذلك نقض للعهد تستحقون من أجله العقاب ولكن حال دون حلوله بكم فضل الله عليكم وإمهاله إياكم وتوفيقكم للتوبة ، ولولا ذلك لكنتم من الخاسرين في دنياكم وآخرتكم بسبب ما اجترحتم من نقض ميثاقكم .

وبذلك تكون الآيات قد ذكرت بني إسرائيل المعاصرين للعهد النبوي بما كان من أسلافكم من جحود النعمة ، ونقض للعهد ، وفي هذا التذكير تحذيره لهم من السير على طريق أسلافهم ودعوة لهم إلى الدخول في للإسلام واتباع محمد صلى الله عليه وسلم .