فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{ثُمَّ تَوَلَّيۡتُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَۖ فَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ لَكُنتُم مِّنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ} (64)

قوله : { ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ } أصل التولي : الإدبار عن الشيء ، والإعراض بالجسم ، ثم استعمل في الإعراض عن الأمور والأديان والمعتقدات اتساعاً ومجازاً ، والمراد هنا : إعراضهم عن الميثاق المأخوذ عليهم ، وقوله : { مِن بَعْدِ ذلك } أي : من بعد البرهان لهم ، والترهيب بأشد ما يكون ، وأعظم ما تجوزه العقول ، وتقدر الأفهام ، وهو : رفع الجبل فوق رءوسهم كأنه ظلة عليهم . وقوله : { فَلَوْلاَ فَضْلُ الله عَلَيْكُمْ } بأن تدارككم بلطفه ، ورحمته ، حتى أظهرتم التوبة لخسرتم .

والفضل : الزيادة . قال ابن فارس في المجمل : الفضل الزيادة ، والخير ، والإفضال : الإحسان . انتهى . والخسران : النقصان ، وقد تقدم تفسيره .

/خ66