تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{ثُمَّ تَوَلَّيۡتُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَۖ فَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ لَكُنتُم مِّنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ} (64)

الآية 64 وقوله تعالى : ( ثم توليتم من بعد ذلك ) يعني من بعد القبول . دل هذا على أنهم كانوا قبلوا ذلك مرة قبل أن يأتيهم موسى [ عليه السلام ]{[923]} بها ، فلما أتاهم ، ورأوا{[924]} التشديد والمشقة ، أبوا قبولها ، وتركوا العمل بما فيها من الأحكام والشرائع ، فخوفوا برفع الجبل فوقهم ، فقبلوا ذلك ، والله أعلم .

وقوله تعالى : ( فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين ) يحتمل وجوها : [ قيل ]{[925]} : ( فضل الله عليكم ) الإسلام ، ( ورحمته ) القرآن ، وقيل{[926]} : ( فضل الله عليكم ) بمحمد صلى الله عليه وسلم بعث إليكم ليجمعكم ، ويؤلف بينكم/12-ب/ ويدعوكم إلى دين الله{[927]} الحق بعد ما كنتم في فترة من الرسل وانقطاع من الدين والعمل ، ويحتمل ( فضل الله عليكم ) لما أنجى آباءكم من العذاب ، ولم يرسل عليهم الجبل ، وإلا ما توالدتم أنتم ، وقيل : ( فضل الله عليكم ) لما أعطاهم التوراة ووفقهم على قبولها ، وإلا كنتم من الخاسرين وبعضه قريب من بعض .


[923]:- في ط م: صلى الله عليه وسلم.
[924]:- من ط م، الواو ساقطة من الأصل و ط ع.
[925]:- من ط م.
[926]:- من ط م، الواو ساقطة من الأصل و ط ع.
[927]:- ساقطة من ط ع.