السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{ثُمَّ تَوَلَّيۡتُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَۖ فَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ لَكُنتُم مِّنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ} (64)

{ ثم توليتم } أعرضتم عن الوفاء بالميثاق { من بعد ذلك } أي : بعد أخذه { فلولا فضل الله عليكم ورحمته } أي : بتوفيقكم للتوبة أو بالإمهال وتأخير العذاب عنكم أو بإرسال محمد صلى الله عليه وسلم يدعوكم إلى الحق ويهديكم إليه { لكنتم من الخاسرين } أي : من المغبونين بالانهماك في المعاصي أو بالعقوبة وذهاب الدنيا والآخرة .

تنبيه : لو في الأصل لامتناع الشيء لامتناع غيره فإذا دخل على لا أفاد إثباتاً أو هو امتناع الشيء لثبوت غيره والاسم الواقع بعده عند سيبويه مبتدأ خبره واجب الحذف لدلالة الكلام عليه وسد الجواب مسدّه وعند الكوفيين فاعل فعل محذوف .