( قال : رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين . إلا عبادك منهم المخلصين )
وبذلك حدد إبليس ساحة المعركة . إنها الأرض :
وحدد عدته فيها إنه التزيين . تزيين القبيح وتجميله ، والإغراء بزينته المصطنعة على ارتكابه . وهكذا لا يجترح الإنسان الشر إلا وعليه من الشيطان مسحة تزينه وتجمله ، وتظهره في غير حقيقته وردائه . فليفطن الناس إلى عدة الشيطان ؛ وليحذروا كلما وجدوا في أمر تزيينا ، وكلما وجدوا من نفوسهم إليه اشتهاء . ليحذروا فقد يكون الشيطان هناك .
يقول تعالى مخبرًا عن إبليس وتمرده وعتوه أنه قال للرب : { بِمَا أَغْوَيْتَنِي } قال بعضهم : أقسم بإغواء الله له .
قلت : ويحتمل أنه بسبب ما أغويتني وأضللتني { لأزَيِّنَنَّ لَهُمْ } أي : لذرية آدم ، عليه السلام { فِي الأرْضِ } أي : أحبب إليهم المعاصي وأرغّبهم فيها ، وأؤزّهم إليها ، وأزعجهم إزعاجًا ، { وَلأغْوِيَنَّهُمْ } أي : كما أغويتني ونَدَّرت على ذلك ، { أَجْمَعِينَ إِلا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ } كَمَا قَالَ { أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلا قَلِيلا } [ الإسراء : 62 ]
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.