التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغۡوَيۡتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَأُغۡوِيَنَّهُمۡ أَجۡمَعِينَ} (39)

قوله تعالى { قال رب بما أغويتني لأزيننّ لهم في الأرض ولأغوينّهم أجمعين }

قال الشيخ الشنقيطي : ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة أن إبليس أخبر أنه سيبذل جهده في إضلال بني آدم حتى يضل أكثرهم وبين هذا المعنى في مواضع أخر كقوله : { لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين } وقوله : { وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا } الآية ، وقوله { قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا } وهذا قاله إبليس قبل أن يقع ظنا منه أنه يتمكن من إضلال أكثر بني آدم وقد بين تعالى أنه صدق ظنه هذا بقوله : { قد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين } وكل آية ذكر فيها ذكر إضلال إبليس لبني آدم بين فيها إبليس وجميع من تبعه جميعا في النار كما قال هنا { وإن جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب } الآية ، وقال في الأعراف { قال اخرج منها مذءوما مدحورا لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين } وقال في سورة بني إسرائيل { قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا } وقال في ص { قال فالحق والحق أقول لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين } .